قصة عملية نادرة بالسودان تهب الاصم نعمة السمع ..!!

شهدت (الدار) امس الاول واحدة من العمليات النادرة التي تجري لأول مرة بالسودان ، وهي عملية زراعة (القوقعة) التي تساعد الصم علي النطق .. وقد تم اجراء

العملية بمستشفي الدوحة التخصصي للانف والاذن والحنجرة بالخرطوم للطفلة (تسابيح) البالغة من العمر ثلاث سنوات علي يد البروفيسور الاماراتي الدكتور (مازن بودهيش الهاجري) استشاري الانف والاذن والحنجرة وجراحة اورام الرأس والمتخصص في زراعة القوقعة الالكترونية ، بمعاونة كادر طبي سوداني متكامل يتقدمه الدكتور المعروف حيدر ابو بكر .. (الدار) تابعت العملية من داخل غرفة العمليات واستنطقت د. بودهيش الذي قال إن المريضة تسابيح محمد سعيد تعتبر اول مريضة تجري لها عملية قوقعة بالسودان ، وباذن الله بعد برمجة الجهاز بيومين سوف تسمع هذه الطفلة جميع الاصوات .. وقال ان زراعة القوقعة تجري للاشخاص فاقدي السمع خاصة الذين لا يستفيدون من السماعات في المدة المعتبرة واي طفل في هذه الحالة يحتاج لهذا النوع من المعونات . وواصل د. مازن حديثه واكد بانهم يحاولون تقليل الاسباب التي تؤدي الي الصمم خاصة تلك الناتجة من زواج الاقارب واحيانا يوجد شخص غير متزوج من قريبته لكن تكون بعض الجينات له نسبة وقد تكون الاصابة قليلة يمكن ان تتفق مع نسبة 25 الي 30% لذلك يجب علي اي دولة ان تقضي علي اصابات السحائي ، بجانب التثقيف الصحي للحوامل وعدم تناولهن للادوية التي تؤثر علي الجنين ، وطب الاطفال متقدم بحيث اذا اصيب بحراراة عالية قد يتعرض لاصابة بالصمم لكن زراعة القوقعة هي العلاج المثالي لهذه الحالات .. وقال ان هذه العملية تجري للكبار والصغار معا.
ومضي بالقول :اذكر ان حضر لي شاب في المرحلة الثانوية و قد فقد سمعه قبل شهرين والان هو يتأهب لاجراء زراعة القوقعة .. وهي عمليات ناجحة حتي اذا بلغ الشخص الثمانين من العمر.
مدير المستشفي يتحدث
اما الدكتور حيدر ابوبكر مدير مستشفي الدوحة التخصصي فقال للدار : لقد اجريت بحمد الله هذه العملية في حوالي الساعة الخامسة مساء امس الاول ، وتجري في العادة هذه العمليات للمرضي فاقدي السمع والنطق وتتم بتركيب الجهاز الالكتروني في الاذن للقيام بعمل القوقع وتوصل الاصوات علي العصب السمعي ومنه الي المخ ، وتعتمد النتائج علي عمر المريض وزمن فقدان السماع قبل النطق وتعلم الكلام بعد ذلك وتكون النتائج ممتازة في المجموعة الثانية . ومضي بالقول : من المؤسف منذ منتصف السبعينات ظلت هذه العملية تجري في معظم انحاء العالم ولم تدخل السودان الا في هذا العام ويمكن ان تكون من ضمن هذه الاسباب التكلفة العالية لهذه العملية .
ومن هذا المنبر اشكر الاخ الجراح الاستاذ مازن الهاجري الذي قام بمجهود كبير في توفير المعينات واجري هذه العملية دون مقابل ، وصندوق امانة المرضي والخيرين في الامارات والكويت وقطر علي مساهمتهم الفعالة في توفير هذه المستشفي ومعدات الجراحة واتمني ان يمتد عطاؤهم لتوفير القواقع حيث تكلفة القوقعة الواحد 50 الف جنيه سوداني كما نطالب المنظمات الحكومية المساعدة في توفير هذه القواقع وننوه الي هذه اللحظة ان عدد الذين سجلوا لزراعة القوقعة 84 مريضا بالاضافة لطلاب مدارس الصم والبكم . كما نشكر الاطباء الذين يشرفون علي استقبال المرضي وتجهيزهم منهم دكتور شرفي عبد القادر ودكتورة نازك الفاضل ودكتور اسامة خالد ودكتورة سحر حسين والمدير الطبي هيثم واخصائي الانف والاذن والحنجرة والمشاركين.
د. شرف : العملية تعيد للاطفال سماع نغم الحياة
وقال الدكتور شرف عبد القادر : لقد قام دكتور مازن باجراء هذه العملية بمستشفي الدوحة وهي تعتبر اول عملية لزراعة القوقعة في السودان والعملية دائما تجري للاطفال الذين يعانون من ضعف سمعي شديد جدا ولا يستفيدون من استعمال السماعات الطبيعية وقد يكون الضعف السمعي عاهة وقد يكون ناتجا عن مرض وهذه العملية تعيد للاطفال سماع نغم الحياة وهي تعيد لهم السمع ولغة التخاطب.
المدير الطبي : هدفنا توطين العلاج بالداخل
المدير الطبي دكتور هيثم محمد ابراهيم قال ان هذه هي اول عملية لزراعة القواقع فهي تجري للاشخاص الذين لهم ضعف سمعي شديد و لا يستفيدون من السماعات ونحن كادارة مستشفي منذ تأسيسها رسالتنا الاساسية توطين العلاج بالداخل عندما عرفنا ان هناك اعدادا كبيرة تحاول السعي لخارج الاجراء العمليات واغلبهم من الفقراء والعملية مكلفة و سعر الجهاز فقط حوالي 25 الف دولار لذلك راينا توفير الخدمة في البلاد فاستوردنا اجهزتنا من شركة المانية وتمت الترتيبات مع دكتور مازن واتفقنا معه هو ايضا كان له توجه خيري وقد قام بتكملة بعض المبالغ الخاصة بسعر جهاز القوقع ونحن في هذه الاتجاه قمنا بتسجيل حوالي 160 شخصا اغلبهم من الفقراء والمساكين ونناشد جميع الخيرين دعم هذه الاسر داخل وخارج السودان ودعم هذه المشروع.
دكتور محمد بشارة استشاري امراض السمع والكلام قال ان العملية من العمليات الحديثة والدقيقة فهي علي درجة عالية من الدقة والمهارة تعتمد هلي ادخال جهاز كهروماغنطيسي في القوقعة وربطها لاحقا بجهاز خارجي لاستقبال الذبذبات الهوائية وتحويلها الي شحنات كهربائية تشبه العصب السمعي ومن ثم ارسال اشارات الي مركز الكلام.
والد الطفلة يتحدث للدار
وبعد العملية تحدث للدار والد الطفلة تسابيح وقال : الحمد لله كنا حاملين الهم والهاجس كيف لابنتنا ان تعيد سمعها رغم التكلفة العالية استطعنا توفيرها وربنا اكرمنا الحمد لله واجريت لها العملية في السودان علي يد الدكتور مازن الذي قام باجراء العملية مجانا ولم ياخذ رسومه كطبيب والمبلغ الذي قمنا بدفعه هو خاص بالجهاز ورسوم المستشفي والعلاجات.. ونحن نشكر الطاقم الطبي الذي اجري العملية ونتمني لهم دوام التوفيق.